مسيرة دار الحنان التعليمية
أسست الملكة عفت الثنيان دار الحنان في مدينة جدة عام 1375هـ الموافق 1955م، وقد أنشأتها لتكون داراً لرعاية الفتيات اليتيمات والمحتاجات وكانت تخضع للنظام الداخلي المجاني تحت رعاية ونفقة الملكة عفت الثنيان حرم الملك فيصل رحمه الله
|
|
|
ثم بإلحاح من الأهالي وأيضاً لحاجة البلاد لمدارس البنات وافقت جلالتها على أن يكون هناك قسم خارجي برسوم ريعه لدار الرعاية وفعلاً تم افتتاح القسم الخارجي وكان عام 1377هـ، بدأ بعدد بسيط وسرعان ما تحولت إلى مدارس لا من أجل مجموعة من فتيات هذا الوطن فحسب بل من أجل المحافظة عليهن وإبقائهن في وطنهن دون الحاجة إلى مغادرة البلاد للتعلم، حيث كان السفر من أجل طلب العلم شيئاً مقبولاً عند الكثير من الآباء لذلك كانت تسافر الأم مع بناتها وتقيم في إحدى البلدان ليتعلم الأبناء بعيدةً عن الأب والأسرة، في حين أنَّ هذا السفر قد يبعد الفتاة عن بيئتها الإسلامية وعن تقاليدها وعاداتها العربية الأصيلة.
|
|
|
لقد أثبتت تجربة تأسيس المدارس نجاحها في فترة و جيزة – بفضل من الله عز و جل – عندما التفت مجموعة من الأسر الكريمة حول المؤسسة وانضمت الفتيات بعد ذلك تباعاً إلى المدرسة حيث نلن القسط الوافي من التعليم الأولي. وعندما رأت الملكة عفت أن التعليم الأهلي كان – و لا يزال – جزءاً من التعليم العام أرادت أن يتضمن هذا النوع من التعليم محاولة ملء الفراغات وسد الاحتياجات التي يتطلبها الوطن من أبنائه، وأخص هنا بالطبع الفتيات في محاولة توجيههن إلى التخصصات والعلوم التي تفيد في بناء الوطن، وتهيئتهن لتكون من بينهن الطبيبة البارعة، القائدة الرائدة، الإدارية الناجحة، المربية الحكيمة، المدرِّسة القديرة، الأم الواعية، الزوجة العاقلة وسيدة المجتمع المثقفة ..... ويكون ذلك من خلال شخصية قوية تتحمل المسؤولية بجدارة وكفاءة وثقة. على مدى كل هذه الأعوام استطاعت دار الحنان أن تحتفظ بمكانتها الرفيعة وسمعتها الممتازة في مسيرة تعليم الفتاة، وقد كان ذلك ولا شك بفضل من الله العلي القدير سبحانه و تعالى، ومن ثَمًّ بفضل القيادة والتوجيه والمتابعة المستمرة والدعم الكبيرمادياً ومعنوياً من قِبل رائدة تعليم الفتاة الأم الكريمة والموجهة الحكيمة الملكة عفت الثنيان ـ يرحمها الله ـ حرم جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله.
|
|
|